لم ننتظِر أن نصيغَ مُقدِماتٍ ثُم ننطلِق ، فكانت تكفِي نظرةٌ أولى جعلت
مغرِباً يُصَفِق ، حينَها رفرفَ جناحُ حكايةٍ لازالت رغم العواصِف
تُحارِبُ من أجل أن تُحلِق ، اليوم و من خلال هذه الأسطر سنعودُ إلى جُزءٍ
من حياتِنا كان مُشوِق ، فالتاريخُ كان يُوثِق و هذه الأسطر هي فرصة
للذاكرةِ و للعقل من أجل لقاءٍ بالماضي يلتصِق ٠
كمثلِ الأبِ و
الأُم ، الهُوِيةِ و التركيب ، التنشِأةِ و التربية ، كذلك كانت حلالة بويز
التي صنعت لنفسِها قبل التنفُسِ و الشهيقِ الأول ، مرجِعاً إيطالياً
مُتعصِباً للفريق و للشرف ، مرجِعاً يَمُدُنا بالقُوَةِ ، الشراسةِ و خاصةً بِعشقِ قولةِ الحركيةُ و البقاءُ للأقوى ٠
اليوم تقُودُنا الذاكِرة لِأيام " الصعرة " ، أيام يلزمُها فيلم وثائِقي
عن حرب العِصاباتِ و الدفاع على شرفِ المُدُن ، و من غيرِ فيلمٍ يلزَمُُا
رجُل إحصاءٍ يُحصي أعداد " الكورطيج " أحد الهوايات المُفضلة ذلك الوقت ،
هَمَجيَةٌ خلف الباش و في الصُفوف الأولى تواجدٌ لأشخاصٍ حُفاةٍ ، و
بِمُجردِ لمحةٍ فيهم قد تفقِدُ نِصف وزنِك ، إحساسٌ بصوتِ الأقدامِ في
قلبِك ، و تحطيمٌ لكل شيء نُحِسُّ بِأنه يتحرك ، عملياتٌ إمبيريالية لنيلِ
مُستعمراتٍ مَرةً و اختطافٌ لسُفُنٍ كما يفعل قراصنة الصومال مرةً أُخرى ،
حتى أنهُ في أحد التنقُلات ذهب " الباش " لوحدِه ب10 دقائق قبل الجُمهور ،
في حادِثةٍ أغلقت لعبة التحدي في أيامٍ خَواليِ ، تحت اقتناعٍ بأنه
لامُنافِسَ ذلك الحين فلامزيدَ من الإهانات ٠
مِنَ الكورطيج وبحرٍ
بشري يَهِيج ، إلى أولِ استيرادٍ لِحُمُولةٍ وِجهتُها من أمريكا اللاتينية
إلى القُنيطرةِ مُباشرة ، حِينها تحولت نغَماتُ الحركية المغربية ، و
رُفِعت الأيدي للتشجيع في مشاهِدٍ تُبث لِأولِ مرة ، استِهزاءٌ بِآلاتٍ
موسيقية جديدة قيلَ بأنها للطرب الشعبي ، حتى أصبح الطرب الشعبي اللاتيني
يُصدر من القنيطرة بِآلاته الموسيقية و إيقاعِه غير العادي ، الذي ينفَجِرُ
في مُدَرجٍ فيهِ نسِيمٌ للتانغو و حتى للبانجو ٠
حلالة بُويز في
مزجِها بين تعصُبِ اللاَزُوري و إيقاعِ التانغُو ، أصبحت كإبن الأرجُنتين
مارادونا أو مِيسي الكُل ينتظِرُ منه تمريرَةً مُوسيِقية أو فِكرية
لِيُسجِلها في شباكِ عقلِه ... فظلت القُنيطرة حُرة بتعَصُبِ و مستوى
جماهيرِها و باحتكارهم لِخاصيةِ السبق ، حيثُ إذا كانت لنا بطاقة هوية
سيُكتَب في الاسم حلالة بويز أما في المهنة سيكتب كريستوف كولومبوس ، أي
أن الإكتشاف و التنقيب و حتى زيارة مناطق مُتعددة أحد هواياتِنا ، كان ذلك
بالفِكر أو بالباش ٠
هُنا ننتهي و نقُول بأن هذه الكلمات هي عودةٌ
بالذاكِرة للماضي ، و بِشكله الذي عِشناه في مرحلة سابقة ، إلا أننا اليوم
نُكرس للوحدة الجماهيرية التي ستُكتب عليها حلقة الغد ، فتحية للشعب
المغربي على إتحاده في هذه الظرفية